mardi 12 janvier 2010

تحليل نص :الرؤيا ومنابيعها/واحة اللغة العربية

تعبير و إنشاء

تحليل موضوع : الرؤيا ومنابعها ص123

واحة اللغة العربية

إذا كان تجديد الشعر العربي لم يقف عند حدود تكسير البنية ، و إنما تجاوز ذلك إلى محاولة تجديد الرؤيا انسجاما مع تحول مفهوم الشعر الذي أصبح رؤيا و استجابة لوظيفة الشاعر التي غدت تفـــــــسير العالم و تغييره ، فإن الحركة النقدية قد واكبت هذا التحول حيث عمل المنظرون على إبراز ملامح هذا الاتجاه الجديد ، إذ شكلوا وسيطا بين المبدع و المتلقي ، مثل أدونيس و المخافي و محمد الفارس ، و يعتبر الكاتب السعودي عبد الرحمان محمد القعود من بين النقاد الذين اهتموا بشعر الحداثة بشكل عام و شعر الرؤيا بشكل خاص ، إذ ألف عدة كتب في هذا المجال من أبرزها كتاب " الإبهام في شعر الحداثة " الذي اقتطف منه هذا النص ، فكيف نظر هذا الناقد إلى شعر الرؤيا ؟ و ما علاقته بالحداثة ؟ و ما هي أهم المــــــفاهيم و القضايا التي يعرضها هذا النص ؟ و كيف عرضها ؟ و ما إطاره المرجعي ؟

يتكون العنوان من دالين ، أولهما مفرد معرف بأل ، و يحيل على الكشف و التمرد على حدود الـــــــعقل و المنطق ، و قد عطف عليه الدال الثاني المعرف بالإضافة ، حيث إن المضاف إليه جاء ضميرا يعود على الرؤيا ، و قد جاء المعطوف جمعا يحيل دلاليا على الأصل و المورد باعتبار المنبع في اللغة اسم مكان يدل على الأصل الذي ينبع منه الماء ، فالرؤيا لها أصول متعددة ، بينما تبين الجـــــــــملتان الأولى و الأخيرة حرص الكاتب على إبراز العلاقة بين الرؤيا و شعر الحداثة ؛ و من هنا نتوقع أن نقرأ نصا نقديا يفصّل في طبيعة هذه العلاقة و يبين خصائص شعر الرؤيا و مصادره .

يبدأ الكاتب نصه بإبراز أن الرؤيا تشكل أحد أبرز خصائص شعر الحداثة ، حيث حرَّر هذا المفهوم القصيدة الحديثة من أسر الماضي إلى آفاق المستقبل ، بل كسَّر الإحساس بحدود الزمن ، و هكذا ترسخ مفهوم الرؤيا في ذهن شاعر الحداثة ، إذ أصبح وسيلته لكشف العالم المجهول الذي لم تستطع العين النفاذ إليه ، ليصل الكاتب في الأخير إلى استخلاص أن الغموض يمثل النتيجة الحتمية لاعتماد شعر الحداثة على الرؤيا ، ما دام هذا الشعر يطلب موضوعاته فيما وراءه ..

و من هنا نخلص إلى أن الإشكالية التي يعالجها النص هي اعتبار الرؤيا أحد أبرز ملامح شعر الحداثة و دورها في غموض هذا الشعر . و قد وظف الكاتب مجموعة من المفاهيم يمكن التميز فيها بين مفاهيم أدبية نقدية مثل : رؤيا – شعر الحداثة – شكلا فنيا – القصيدة الحداثية – الشعر الجديد – نقادها المنظرين – رسالة أو مهمة شعرية – البنية المفهومية.

و مفاهيم فلسفية صوفية مثل : الرؤيا – ما وراء الحاضر – كشف – القديس يوحنا – الإيمان بعالم مجهول – عجزت العين – لا منطقيا – ليحير ..

حيث إن مفهوم الرؤيا يمكن اعتباره بؤرة هذه المفاهيم ، باعتباره ينتمي إلى الحقلين كليهما ، حيث تبرز رحلة هذا المصطلح من الميدان الصوفي الفلسفي إلى الحقل الأدبي و النقدي ، إذ أصبح شاعر الرؤيا مثل المتصوف الذي لا يؤمن بالظاهر و ينفذ إلى ما وراء الحس ، أو مثل الفيلسوف الذي يؤمن بالحدس ، و يتجاوز حدود العقل و المنطق . و لعل أبرز القضايا المرتبطة بهذه المفاهيم يمكن إجمالها فيما يلي :

أولا : دور الرؤيا في تحطيم حدود الزمن : حيث حررت الشاعر أولا من قيود الماضي ، و من ثمة لم تعد ذاكرته رهينة المعاني الجاهزة التي سبقه إليها المتقدمون ، و إنما أصبحت متطلعة إلى المستقبل ، و لم تعد نعترف بالحدود الزمنية لأن رحلتها تتجه صوب الماوراء حنى و لو كان هذا الماوراء يرتبط بالماضي ، و هكذا يغدو شعر الرؤيا ينتمي إلى الشعر العظيم الذي يتجه نحو المستقبل ، ما دام الشعر هو أقل أنواع الفنون حاجة إلى الارتباط بالزمان و المكان على حد تعبير أدونيس

ثانيا : علاقة شعر الرؤيا بالعالم : و من ثمة علاقة شاعر الرؤيا ذاته بهذا العالم ، حيث لم يعد شاعر الرؤيا يؤمن بحدود العالم الظاهر ، و إنما أصبح مؤمنا بعالم مجهول ، إذ إن شعر الرؤيا كما يقول أدونيس " هو ميتافيزياء الكيان الإنساني " ، و بناء على هذا تغدو مهمة شاعر الرؤيا هي كشف هذا العالم ، كما قال الشاعر الفرنسي " رينيه شار " : " الكشف عن عالم يظل أبدا في حاجة على الكشف " .

ثالثا : دور الرؤيا في غموض شعر الحداثة : فما دامت الرؤيا " قفزة خارج المفاهيم القائمة " و " تغيير في نظام الأشياء و في نظام النظر إليها " كما يقول مبدع هذا المفهوم أدونيس ، و ما دامت تمردا على حدود العقل و الواقع لارتباطها بالحلم و المستقبل ، فإنه من الطبيعي أن يكون شعر الرؤيا غامضا لا يقبل حدود المنطق ، و لا قيود الأشكال الجاهزة ، و هذا ما يفسر اعتماد رواد هذا الاتجاه على الرمز و الأسطورة دون التقيد بحدودهما مما أحدث فجوة بينهم و بين المتلقين أسهمت في نفور عدد كبير من القراء من هذا الشعر .

و قد توسل الكاتب بالمنهج الاستنباطي في عرض أفكاره ن حيث انتقل من العام إلى الخاص ، فبعد أن بين مكانة مفهوم الرؤيا في شعر الحداثة ، انتقل إلى التفصيل في تشريح هذه المكانة إذ بين دور الرؤيا في تحرير القصيدة الحديثة من قيد الزمن ، ثم بين نظرة الشاعر الحداثي نفسه إلى الرؤيا ، و دوره في الكشف عن العالم المجهول .

إضافة إلى الاستشهاد بتمثيل السياب الشاعر الحديث بالقديس يوحنا في رؤياه . حيث غدا هذا الاستشهاد ذا وظيفة حجاجية إقناعية تدعم تصور الكاتب ، لا سيما و أنه دعمه باستشهاد آخر للناقدة خالدة سعيد التي استنتجت انطلاقا من ذلك التمثيل أن الرسالة الشعرية للسياب كانت رسالة كشف بالدرجة الأولى ، و إذا كان الكاتب قد تصرف في هذين الاستشهادين بالتلخيص ، فإنه استشهد بقول الليبريس كما هو دون تغيير .

و طبيعي أن يعمد الناقد إلى مؤشرات تفيد التوكيد مثل "أنَّ" كقوله : ( أنها تجسيد..) و قوله : ( و يبدو أن الرؤيا ....) و قوله : ( إن الإيمان...) ، إضافة إلى الحصر المعتمد أساسا على النفي و إنما كما في قوله : ( و هو لا يكشف شيئا عاديا أو يسيرا ، و إنما شيئا عجزت العين و حسرت أن تثقبه ) و قوله أيضا : ( ليس في واقعه ، و إنما فيما وراءه ) ، إلى جانب الإضراب الذي ينفي الحكم عما قبله و يثبته لما بعده كما في قول القعود : ( بل إن الشعر الجديد عند شعراء الحداثة ........) و قوله أيضا : ( بل إلى ما وراء الحاضر ..) .

و هكذا نخلص إلى أن الكاتب سعى من خلال هذا النص إلى إبراز دور الرؤيا في شعر الحداثة باعتبارها مفهوما مركزيا و جوهريا يسافر بالشاعر من العالم الظاهر إلى العالم المجهول موظفا حقلين أساسيين حقل أدبي نقدي و آخر فلسفي صوفي معتمدا على إطار مرجعي يتمثل أساسا في التصوف ، و سالكا المنهج الاستنباطي في عرض أفكاره و دعمها بالاستشهاد ، لكننا لم نعثر في النص على حديث المؤلف عن منابع الرؤيا و هذا راجع بصفة أساسية إلى أن مؤلفي الكتاب المدرسي اعتمدوا على عنوان المؤلف الأصلي لكنهم لم يثبتوا حديثه عن المنابع الذي لم يبدأ المؤلف في الحديث عنه إلا في الصفحة 137 و من هنا فإن الافتراض الذي انطلقنا منه سابقا يصح فيما يتعلق بجنس النص النقدي و حديث الكاتب عن مفهوم الرؤيا لكنه غير كذلك فيما يتعلق بحديث الناقد عن المنابع التي لا نجد لها أثرا للسبب السالف.
منقول/ للأمانة العلمية

كتابة إنشاء أدبي حول قضية ادبية

المقالة :

التعريف بالسياق التارخي للرواد /الكاتب

* المقالة فن من الفنون الأدبية لها خصوصياتها وقوانينها تعتبر من الفنون المهمة جدا في الأدب، إنها نص يكتنز
مجموعة أفكار التي يطرحها كاتب المقالة لتداول قضية معينة، يحاول من خلالها ابداء وجهة نظره تجاه موضوع المقالة محاولا الوصول الى حل تجمع مراجع التاريخ الأدبي على أن الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتين هو رائد المقالة الحديثة في الآداب الأوروبية، في كتابه محاولات الصادر في عام 1585 وهناك من يرى

الأديب البغدادي أبن الجوزي سبق مونتين في كتابة المقالة بعدة قرون غير أن مقالات ابن الجوزي لم تترك أثراً يذكر في الكتاب الذين أتوا من بعده وعندما ظهرت المقالة في الأدب العربي في منتصف القرن التاسع عشر، كان ظهورها بتأثير المقالة الغربية وقد برز رواد المقالة في مصر ولبنان بحكم احتكاكهم بالغرب حيث برز في مصر ولبنان كتاب كبار أمثال الشيخ محمد عبده، وطه حسين، والعقاد والمازني واحمد أمين ومصطفى لطفي المنفلوطي والرافعي وزكي نجيب محمود وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمه..الخ. أما المهتمون بهذا الفن في العصر الحالي فنذكر محمد النويهي الكاتب والناقد المصري الذي جمع بين كتابة المقالة والدراسات القائمة على المنهج النفسي

* يتكون عنوان المقالة من جملة إسمية " الشكل الجديد لشعر التفعيلة" الذي ينتظر منه ان يقوم بتوضيح حسنات موسيقى هذا الشكل وميزاته التي تجاوز بها الشعر العمود ممرد عليه من حيث الشكل، وهو الشيء الذي اشار إليه الكاتب فب نهاية النص،وهكذا ، فمن خلال بداية النص ونهايته يتضح لنا أننا أمام نص قضيته يدافع عن الشكل الجديد لشعر التفعيلة ضمن مقالة أدبية يمكن رصد محتواها من خلال فكرتين أساسيتين ( محتوى النص لأفكار النص) ، نحصر الاولى في:

مظاهر الجدة في شعر التفعيلة،

أما الثنية فنحصرها في:

دور الموسيقا الجديدة وتأثيرها في الأذواق

يتضح من خلال افكار النص أن الكاتب يعالج إشكالية الصراع بين القديم الجديد في موسيقى الشعر العربي، وهو في ذلك ينطلق من"" ان ارتباط الايقاع بالوزن الخليلي هو ارتباط بأسباب هي ذريعة قد انتهت وأوتاد لا يمكن لها أن تشدنا وفواصل لم تعد موجودة في الحياة, حيث إن بيت الشعر قد صار شقة أو بيتا فسيحا من الصالات والغرف والفضاء، فالسبب في الأصل هو الحبل والوتد خشبة تغرس في الأرض لتثبت بها حبال البيت, والفاصلة هي جزء من قماش البيت وكلها لبيت الشعر وارتباط هذه المفاهيم ببيت الشعر هو ارتباط أملته ايقاعات قديمة لواقع استوجب هذه التسميات, وحتى الحديث عن التغيرات التي طرأت على التفاعيل مثل الزحاف والعلة لعسر الشاعر أحيانا على أن يكون موقفه دقيقا في الأوزان وحالات الشكل والرقص والكشف والبتر والملم هي حالات ارتبطت بزمن وبوقت لم نعد نعيشه فما الذي يعنيه البتر والرقص والملم عندنا اليوم"".

بأن الشاعر إيليوت يعد من كبار شعراء القرن العشرين. فهو يجمع بين النقد، والمسرح، والنظرية الفلسفية، والثقافية، كما أنه حائز على جائز نوبل للآداب، اعترافا له بتجديده للشعر في زمانه، وبناء ذلك على نظرية شعرية من تطويره، وتدعى بنظرية ''المعادل الموضوعي'

2ـ تفكيك النص:

ـ استخراج عناصر القضية النقدية التي يعالجها النص

· القضية الأدبية: الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي.

- السياق العام الذي وردت فيه القضية:

ـ التأكيد على حضور الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي منذ أقدم العصور

ـ إعطاء أمثلة من شعراء التجديد في الشعر العربي :أبونواس ـ أبو تمام ـ ابن الرومي ـ التنبي ـ المعري.

ـ عوامل امتداد الصراع في العصر الحديث.

" تطور المجتمع العربي واتصاله بالغرب،ظهور مصطلحات جديدة والثورة على البناء التقليدي "

> السياق الخاص :

ـ اطلاع الشعراء العرب على تجارب عالمية والتأثر بها .

ـ رغبة الشعراء المحدثين في التحرر من والتجديد في نظمهم الشعر.

> المجال الذي تنتمي إليه القضية :

ـ حصر قضية الصراع بين القديم والجديد في فن الشعر العربي باعتباره ديوان العرب وسجل تاريخهم .

· كيفية طرح القضية وعرضها:

- طريقة عرض القضايا الأدبية : من العام إلى الخاص أو العكس / من الجزء إلى الكل أو العكس.

العرض التاريخي / إعتماد المقارنة

> طريقة مناقشة القضية : وتتنوع بتنوع الهدف من طرح القضية وأسلوب المقاربة المعتمد.

ـ هدف سجالي وجدالي :ويعتمد مناقشة حجاجية أداتها البرهان والحجة .

ـ التعريف بالقضية : وتعتمد الطريقة التفسيرية بما تتضمنه من شرح وتوضيح وإقناع.

ـ أسلوب المقاربة يتنوع بين التحليل والتركيب والمقارنة والوصف .

3ـ تجميع المعطيات:

· المعطيات العامة للقضية الأدبية المتوصل إليها:

ـ تعرف القضية الأدبية وعرض أهم عناصرها وإشكالاتها.

ـ جرد أهم مكونات القضية الأدبية.

ـ تحديد مفاهيم واصطلاحات تناولها.

ـ تفكيك القضايا الفرعية التي تشكل مضمونها وجوهر النقاش الدائر حولها

التجلي عند الحلاج

يقول الحلاج صاحب "الطواسين" الكتاب الذي نفض الغبار عنه وللعالم أجمع مستشرق فرنسا العظيم "ماسينيون" :

رأيت ربي بعين قلبي ....... فقلت من أنتَ قال أنتَ

فليس للأين منك أينٌ ........وليس أينَ بحيث أنتَ

أنت الذي حُزتَ كل أين ........نحو لا أين فأين أنتَ

ففي بقائي و لا بقائي ........و في فنائي وجدت أنتَ

هذا التجلي الشامخ هو قمة التصوف والوجد على الإطلاق ,بل يشكل لحنا خالداً من ألحان النفوس العظيمة التي تخرج عن ذاتها باحثة عن تلك الذات الإلهية العظيمة لتفنى أمام عظمتها

قاله الحلاج في وحدانية الوجود :

أنا من أهوى ومن أهوى أنا.......نحن روحان حللنا بدنا

نحن مذ كنا على عهد الهوى.......تضرب الأمثال للناس بنا

فإذا أبصرتني أبصرته....... وإذا أبصرته أبصرتنا

أيها السائل عن قصتنا....... لوترانا لم تفرق بيننا

روحه روحي وروحي روحه.......من رأى روحين حلت بدنا

في هذا الانسجام والوحدانية يتجلى العشق الإلهي والوجد الصوفي القادم من أعماق القلب والوجدان نافذا إلى أغوار الحس والتذوق